THE BASIC PRINCIPLES OF حوار مع النخبة

The Basic Principles Of حوار مع النخبة

The Basic Principles Of حوار مع النخبة

Blog Article



.. ولهذا سألوا هؤلاء الشباب أن يتركوا لهم المجال ليقوموا هم بذلك. طلب من الشباب ألا يشاركوا بالتفكير والقيام بالتنفيذ فقط، وهذا غير مقبول في أي منطق.

وللتأكيد على أن الحرية والتغيير كانت جزءا من وسائل تنفيذ مشروع تفكيك الدولة السودانية ، فبينما كان الإقتصاد ينهار والنزاعات الأهلية تتصاعد صدر تقرير من شبكة بلومبيرغ يصنف الدكتور حمدوك ضمن أكثر خمسين شخصية مؤثرة في العالم وذلك ( لدوره في الإصلاحات التي شملت إلغاء قوانين تجرم الردة والجلد وبتر الأعضاء التناسلية للإناث ، وأن أكثر ما يلفت الإنتباه أن حكومته تعهدت بفصل الدين عن الدولة ، وهو ما يجعله شبيها بالزعيم كمال أتاتورك الذي حول تركيا إلي جمهورية علمانية )!!!

في الكتاب الجماعي "مجرمو السلم"، يتخطى سارتر ازدواجيته الدائمة بين مثقف متأقلم مع السلطة ومثقف خارجي ضمن منظومة السلطة، منضما إلى روزا لوكسمبورغ حيث يقول: "في الأصل، المثقف هو إنتاج للمؤسسة البرجوازية، لكن عندما ينجح في القبض على تناقضاته بقوة، لا يبقى أمامه سوى حل واحد، أن يلقي بنفسه في اللا شرعية، وهذا يعني في الآخرين، أن يلقي بنفسه في حالة رفضٍ واحتجاجٍ لكلية المجتمع الذي كوّنه، وهذا يفترض أن يناضل من أجل مجتمع لا يوجد فيه المثقف"، أي مجتمع كل إنسان فيه مثقف.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

يعتبر هذا الاتفاق مهمًا للغاية من عدة أوجه، إذ إنه نقل الجيش السوداني من خانة التردد في المضي قدمًا مع موسكو منذ سقوط النظام السابق قبل خمس سنوات، إلى خانة التعاون المفتوح معها.

لم يتوقف كثير من الناس في ذلك الوقت حول دلالة هذا القرار الذي صرحت الإدارة الأميركية وقتها بأنه يهدف لزيادة مساحة حرية التعبير ومساعدة الطلاب والمجتمع المدني ، وقد إتخذت الحكومة الاميركية نفس المسوغات لإتخاذ القرار في دول مغضوب عليها أميركيًا مثل كوبا وإيران ، لم تمض أكثر من خمس سنوات علي القرار حتي كانت ( ثورة ديسمبر ) التي لعب الإعلام الإلكتروني فيها دورا بارزا وحاسما …

"ينظر الشهداء إلينا ويتفكّرون. هل نحن على العهد باقون؟ هل غايتنا وجل ما ثرنا لأجله أن ننتصر لننتصب المناصب والمراكز؟ فلنتفق على حماية ما انتفضنا من أجله. الحرية والكرامة والعدالة والمساواة. ولنحدد موقفنا بدقة، نحن لسنا مؤهلين لقيادة المرحلة، ولا نملك الخبرة في مراكز القرار.

. بالإمكان تتبع هذه الظاهرة عبر عودة بسيطة بل مبسطة إلى تعريف سولجنتسين "الإنتلجنتسيا هي مجموع الذين يلقبون أنفسهم بالمثقفين".

ففي الوقت الذي استوعبت فيه العديد النخب السياسية في كل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا دروس المرحلة وحجم التحديات التي أصبحت تفرضها التحولات الدولية الراهنة؛ وانخرطت بحزم وإرادة قويتين في بلورة تصورات استراتيجية واتخاذ خطوات وإجراءات مهمة على طريق التنمية الشاملة والديموقراطية الحقيقية؛ ظلت النخب السياسية العربية بفعل التهميش الذي تعانيه؛ وبحكم الطوق المفروض على أي إصلاح أو تغيير حقيقيين؛ غائبة أو مغيبة عن واقعها؛ وهو ما توضحه الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتفشية داخل مختلف الأقطار العربية؛ مما أسهم في فتح باب التهافت على المنطقة في شكل مشاريع "إصلاحية" ملغومة؛ أو في شكل تدخلات زجرية مقنعة أو مباشرة(احتلال العراق، أزمة دارفور، الأزمة السياسية في لبنان..)..

هذه النخبة التقنية تفوق في حقبتنا الراهنة مشكلاتها الذاتية هموم الأمة الموضوعية وتطرح أسئلة من نمط الاستحقاق المهني وسلم الأداء والاختصاص وتحسين الوضع المادي.. وهي شئنا أم أبينا مصنفة من قبل الجمهور والعامة بالنخبة.

وهنا أيضا أرى أنه إن كانت الثورات العربية قد فشلت في بلد مثل مصر، فإنّ المسؤولية تتحمّلها مرة أخرى النخب المحلية التي لم تقم بدورها. وهنا أقصد كلا من النخبة التقليدية والنخبة الجديدة. فقد فسحتا المجال للنخب الدينية للسيطرة على المشهد، وتتحمل هنا أيضًا المسؤولية تلك النخب الدينية التي اعتبرت أنّ انتصارها "الديمقراطي" في تلك الانتخابات يعطيها الحق في الاستبداد وإقصاء آراء البقية وتوجّهاتها المختلفة.

وفي تقديرنا فقد شكلت "ثورة ديسمبر/كانون الأول" محطة مهمة في هذا المشروع الذي سلط على المجتمع السوداني وسائل ناعمة كالإعلام والثقافة ومنظمات المجتمع المدني، وأخرى عنيفة كالحروب التي لا تنتهي، بهدف إفراغ الدولة من عناصر قوتها المادية ونقلها إلى مربع عدم الاستقرار والتنابذ الاجتماعي.

ولقناعة قادة الحرية بأن ذلك التحالف يمثل التيار الإجتماعي الأوسع رفضوا تماما فكرة اللجوء للإنتخابات لإنهاء أمد الفترة الإنتقالية المتطاول ، وصرحوا أكثر من مرة بأن الإنتخابات ستعيد الإسلاميين للمشهد، وساعدهم في ذلك رئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتس الذي ورد في إحدي تقاريره ( يجب عدم التسرع في إجراء إنتخابات انقر على الرابط في مثل هذه الظروف ) ..

وما لم تفهم هذه النخبة طبيعة التحديات التي تحيط بالبلاد فإنها لن تستطيع إنتشال الوطن من حافة الإنهيار التي يقبع فيها ..

Report this page